وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: رداً على تصعيدِ تحالفِ العُدوانِ المستمرِ والمتصاعدِ وحصارهِ المتواصلِ على الشعب اليمني، نفذ سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية عملية هجومية كبيرة ومشتركة باتجاه العمق السعودي، "عملية توازن الردع الخامسة".
العملية نفذت بصاروخ باليستي نوع "ذو الفقار" و15 طائرة مسيرة منها 9 طائراتٍ نوع "صماد 3" واستهدفت مواقع حساسة في الرياض. وبين أن 6 طائرات مسيرة نوع قاصف 2k استهدفت مواقعَ عسكرية في مناطقِ أبها وخميس مشيط. وأوضح العميد سريع أن هذا الاستهداف يأتي ردا على التصعيد الجوي للعدو وحصاره المتواصل على اليمن.
وفي هذا الصدد أجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع أمين سر المجلس السياسي الاعلى في اليمن الدكتور "یاسر الحوري"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
*ما هي الرسالة التي وُجِّهت للسعودي ولقوات التحالف من وراء هذا الهجوم؟
عملية توازن الردع الخامسة تأتي ضمن استراتيجية عسكرية لمواجهة العدوان المستمر على اليمن منذ ست سنوات بقيادة أمريكية وسعودية وصهيونية، والرسالة المراد توجيهها هي أن اليمن ماضية في الدفاع عن سيادتها واستقلالها وأنها تتطور مع الزمن وأنها ماضية في ردع المعتدين وتمريغ أنوفهم وعليهم أن لايستهتروا باليمن وقدرات اليمنيين اطلاقا.
*كيف تحولت قوة أنصارالله من حالة الدفاع الی الهجوم؟
الشعب اليمني ملتف حول السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي الذي يقود معركة تاريخية يعلم أبناء اليمن أنها ستسجل في التاريخ، ولذلك تم حشد كل الجهود على المستوى الوطني، وبفضل صمود الشعب اليمني بمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية استطاعت اليمن أن تنتقل إلى حالة الهجوم في إطار الدفاع عن السيادة والاستقلال والعزة والكرامة.
فيما الطرف الآخر هدفه بسط النفوذ والوصاية واستغلال ثروات اليمن وموقعها الجغرافي من خلال مرتزقة مدفوعي الأجر بعضهم للأسف من أبناء اليمن الخونة أو المغرر بهم.
*المقاومة اليمنية قامت باستهداف العاصمة السعودية بكل سهولة (باستخدام القدرة العسكرية المرعبة)، كيف تقيّم هذا التطور العسكري؟
التطور العسكري لقدرات الجيش واللجان الشعبية والطيران المسير والقوة الصاروخية ننظر إلى هذا التطور على انه امر طبيعي كون الإرادة اليمنية الحرة ملتحمة في هذه المعركة المصيرية التي يتشرف كل منخرط فيها بأنه مجاهد في سبيل الله والدفاع عن الوطن.
ولهذا فقد تمكنت القدرة البشرية اليمنية من الاستفادة من كل ماهو متاح من العلوم العسكرية والتقنية وطوعتها للامكانات المتاحة فكان هذا الإبداع والتميز وحرق المراحل في القدرات والخبزات العسكرية وهذا يؤكد أن استمرار العدوان على اليمن ليس في صالح السعودية ولا من يقف معها أو ورائها لأن الميدان والتجربة تسهم بشكل كبير في توسيع دائرة الرعب على كل المعتدين على اليمن وتشد من عضد اليمن على كل المستويات وليس العسكري فحسب وإن تأخر ظهور ملامح ذلك حاليا.
*ما هو تأثير هذه الانتصارات على مسار المفاوضات والحل الشامل في اليمن؟
لاحظنا الزخم الدولي في الحديث عن العملية السياسية والمفاوضات بعد الضربات العسكرية الناجحة في عمق دول العدوان والحصار وبعد الانتصارات في معركة استعادة مأرب وهذا يعكس الارتباط الوثيق بين العسكري والسياسي حيث لم يعد يعترف العالم إلا بمنطق القوة وإلا فأين هي العملية السياسية على مدى السنوات الست من العدوان والحصار المفروض على اليمن.
*هل ستُحسم معرکة مأرب في الرياض؟
معركة مأرب هي في سبيل تحريرها من دنس الاحتلال الأجنبي ولايقبل اليمنيون أن يدير ضابط سعودي أو إماراتي أو غيرهم من الأجانب محافظة أو مديرية يمنية ولاشك أن القيادة العسكرية للمعركة تتطلب العمل على مسار موازي لردع العدوان الذي يتدخل بطائراته لحماية جماعة داعش والقاعدة والقوات المرتزقة في مأرب وغيرها.
قال یاسر الحوري إن كانوا حريصين على السلام فليرفعوا الحصار عن المشتقات النفطية ويفتحوا الموانئ والمطارات
ولذا فإن المعركة في مأرب ترتبط بأجندة دولية عديدة ولهذا نلاحظ المواقف الأمريكية والبريطانية التي تعلن مؤخراً وهي ليست حرصاً على السلام ورفضاً للحرب بقدر ماهي مواقف تكتيكية للحفاظ على مصالحهم فى مأرب الغنية بالنفط والغاز وإن كانوا حريصين على السلام فليرفعوا الحصار عن المشتقات النفطية ويفتحوا الموانئ والمطارات على الأقل من الناحية الإنسانية لأن مايرتكب بحق اليمن منذ ست سنوات جرائم حرب تخاذل إزائها المجتمع الدولي المساهم في قتل اليمنيين وتجويعهم والأمم المتحدة شريكة في ذلك.
لذلك فإن الرياض أو أي مدينة سعودية أو إمارتية أو غيرها من مدن دول تحالف الشر على اليمن تعد هدفاً مشروعاً وفي سياق دفاع اليمنيين المشروع عن أرضهم وكل ذلك سيحسم الأمر في مأرب وغير مأرب في معركة تحرير اليمن من الغزو والإحتلال الأجنبي.
*هل ترى هذا الانتصار بمثابة رصاصة الرحمة لقوات التحالف؟
استمرار السعودية والامارات في هذه المعركة يعدُّ حماقة وغباء لايغتفر
كل الإنتصارات اليمنية تأتي على حساب تحالف العدوان وتقلل من فرصة في حسم أي معركة ضد اليمن وشعب اليمن وبالفعل أصبح التحالف مهزوماً وفي أضعف حالاته بعد أن كان يظن أن اليمن نزهة وأنه سيفرض وصايته على اليمنيين وقد تراكمت خسائره بشكل واسع في معظم اليمن حتى في المناطق التي يسميها محررة.
ولاشك أن استمراره في هذه المعركة يعد حماقة وغباء لايغتفر مع الأيام وسيدفع ثمنه لأمد طويل فاليمنيون لن ينسوا ماحصل ويحصل منذ ست سنوات واليمن حقيقة انتصرت بصورة لم يتوقعها أحد انتصرت بصمودها ودفاعها المستمر وثبات قيادتها بينما حصل العكس لدى الطرف الآخر المتمثل في العدوان ومرتزقته.
/انتهى/
تعليقك